موضوع: ..نلتقى لنرتقى الخميس سبتمبر 09, 2010 10:02 pm
--------------------------------------------------------------------------------
[b/]
[size=36](alt+j/(
نلتقى لنرتقى كان هذا هو عنوان مدونتها ،وقعت عيناى عليه بالصدفة البحتة وأنا أتابع جديد المدونات،جذبنى العنوان لاقف عنده مستوضحا" حقيقة خبره ،حتى وجدت رسالة رثاء قرأت سطرين منها حتى انساب الدمع من عينى فلم استطع الرؤية بوضوح ،تمالكت نفسى واستجمعت رباطة جأشى لاكمل مابدأت ،يقول شقيقها ،أستحلفكم بالله يامن تقرأون هذه الرسالة ،أن تترحموا عليها وأسألكم الفاتحة على روحها ،أختى يرحمها الله هى الدكتورة علياء مدرس الاقتصاد والعلوم السياسية ،كانت ملاكا" يمشى على الارض ،قلبها الكبير احتوانا جميعا" نحن أشقائها بل وسع غيرنا شملتهم بعطفها وحنانها ،كن ثلاث بنات صغيرات يتيمات ،ماتت جدتهم آخر عائل لهن،فأصرت على أن تكفلهن تكفيرا" عن ظلم شقيقى الاكبر لوالدهم الذى توفى أثناء التحقيق معه لتصادف وجوده فى أحد المساجد بعد أن علم بتوزيع اللحم المطهو بداخله من فاعل خير ،أعترض والدى على استضافة الاطفال بمنزلنا،وصمم على ايداعهم دارا" لرعاية الايتام ،لكنها أصرت على ضيافتهم وكفالتهم ،فجلبت لهن من يعينهن على دروسهن ،وتفرغت هى لتحفيظهن القرآن الكريم حتى أتممن ثمانية أجزاء كاملة ،تهكمت عليها زوجة شقيقى ضابط الامن حتى أنها كانت تناديها (ستنا الشيخة)،صبرت وتحملت من أجل اليتيمات الصغيرات ،يستطرد الشقيق فى السرد ويقول أمهلونى دقيقتين لانى الآن أبكى ...تتتابع السطور لابكى معه من جديد ،يقول كانت أختى قعيدة على كرسى متحرك بعد تعرضها لحادث سير،كانت ذكية ولماحة متفوقة فى دراستها حتى أنهت المرحلة الجامعية بتفوق وعينت معيدة بالكلية،كانت جميلة فعائلتنا من أصول تركية ،تقدم اليها شاب من أسرة عريقة وصاحب مركز مرموق ،كانت سعيدة به وبحياتها ،زهرة متفتحة يملىء عبقها أى مكان تركن اليه ،بعد تعرضها للشلل ،تركها خاطبها ،أظلمت الدنيا بعينيها ،كانت تذبل أمام أعيننا ونحن عاجزون على أن نفعل شيئا" حيالها ،انقطعت عن كليتها والناس ،وانزوت فى حجرتها تعانى من سوء قدرها ،حتى استجمعت قواها بقوة ايمانها وارادتها الصلبة ،لتواصل طريقها ومشوارها الاكاديمى ،حتى حصلت على درجة الماجستير بامتياز ،وأوفدتها الجامعة الى المانيا لنيل درجة الدكتوراه ،كان لنا جد لامى يعيش هناك ،استضافها جدى حتى حصلت على درجتها العلمية ،انتهزت الفرصة لاجراء التحاليل والفحصوات الطبية ،علمت أن هناك بادرة أمل فى شفائها ،عادت الى مصر لتطمئن على البنات اليتيمات وكانت تقول لنا انهن ابنائى ورسالتى فى الحياة ،تلقت برقية من المستشفى بالمانيا بتحديد ميعاد العملية التى ستجرى لها ،استخارت ربها وعزمت على اجرائها ،أوصتنا جميعا" بالبنات وكتبت وصيتها وتركتها معى ،استدعت خالها ليسافر معها ،وقالت له يا خالى اردتك أن تكون معى لتستر لحمى اذا انكشف اثناء العملية ،فأنا سأكون فى بلاد لاتدين بديانتنا ولايعرفون حرمة ديننا ،يواصل أحمد شقيق الدكتورة علياء سرد رسالة الرثاء قائلا" ،فى صبيحة يوم العملية تم تحضير شقيقتى لغرفة العمليات وخالى الى جوارها ،فأمرته أن يجلس على باب الغرفة ،جلس الخال يقرأ القرآن على الباب ، تمر الساعات حتى انتهت العملية ،فدخل مسرعا" ليطمئن على حالتها ،لم تكن فى وعيها فمازالت تحت تأثير المخدر ،يجلس الخال على كرسى بجوار سريرها يقرأ القرآن حتى توقف وهى تردد نفس الآية التى توقف عندها وكانت (رب ابنى لى عندك بيتا" فى الجنة)،يقف خالى على قدميه فى ذهول يتأملها ممسكا" بيديها ،حتى سألته عن الساعة ،وطلبت منه أن يأتى بالماء ،ظن أنها تريد أن تروى ظمأها بعد العملية ،أحضر لها الماء مسرعا" ،فقالت له وضنى ياخالى ، ووجه السرير الى القبلة ففعل مندهشا"،ثم قالت له اتركنى الآن مع ربى ،جلس بعيدا" عنها يتمتم بالدعاء ويبتهل الى الله حتى سمع توقف نبضات الاجهزة لتتحول الى صفير دائم ،صعدت الروح الى بارئها وبقيت ابتسامة كبيرة على وجهها علامة القبول فى دارهاالجديدة
دار البقاء الابدى ،يبكى بحرقة وهو يقول أسألكم الدعاء ....أسألكم الدعاء لقد أوصت شقيقتى يرحمها الله فى وصيتها بثلث ماتملك لبناتها الثلاث .[justify]