كتائب الخراب فى بر مصر

عدد المساهمات : 38 تاريخ التسجيل : 21/07/2010

لشعب مصر قوة رهيبة على تحمل الذل والقهر والضعف والهوان

بل وعلى تحمل الموت ، وكلما تأملت أحوالنا التى يبكى منها الحجر

إن قُدر له ان يبكى أصابتنى موجة من اليأس والقنوط كأنما تدفع بى

الى بحر الظلمات، إن الفساد والمحسوبية والطغيان والجهل قد أفسد

كل شئ فى حياتنا ، ثم أفسد حياتنا نفسها ، إن نتائج الحصاد المُر

أغلقت كل منافذ الأمل ، فى آخر احصاء لمرضى الكبد الوبائى أشارت

وزارة الصحة المصرية ان الرقم يقترب من عشرة ملايين ، وإذا

توقعنا كالعادة أن وزارة الصحة لا ترصد إلا ماهو ثابت فى سجلاتها

وأنها أختصرت الارقام تلطيفا للجو ، فلنا ان نتوقع ان الرقم الحقيقى

يقترب من عشرين مليون

ولكن إذا كان الرقم عشرة ملايين فقط أليست هذه كارثة لا تحتملها

الكلمة ، أليس معنى هذا أن هذه الملايين سأئرة فى طريقا الى موت

مُبرم عاجلا أم آجلا ، لاننا حتى الان لانملك علاجا فعالا للمرض

هل لو كان هذا الرقم المفزع فى دولة أوروبية تُرى ماذا يمكن أن يحدث

ماذا كانت ستفعل مراكز الابحاث ، ما قدر الميزانية التى كانت

سترصدها الدولة ، للحصول على علاج أو مصل ، ماذا سيكون

دور وسائل الاعلام للتحذير من الكارثة ،ودورها فى نشر التوعية

الصحية للحد من انتقال المرض ، هل كانت الدولة ستخصص

لجنة طورئ لمتابعة الحالة ، وتقدم الاقترحات على ضوء التقارير

المتتابعة عن نوع المرض واماكن انتشاره ووسائل انتقاله ووسائل

العلاج المتوفر وفوق هذا دراسة الاسباب ، الخ .. إن جميعنا يعرف

ماذا كان سيحدث لو حدثت الكارثة فى دولة غربية تهتم بالانسان

…….

لقد شاهدت بنفسى مصرع العشرات بهذا المرض، ورأيت كيف

ينقلب الشاب الذى يفيض حيوية وقوة ويمتلئ وجهه نضرة رأيت

كيف ينقلب هذا الشاب أذا تحكم فيه المرض الى حطام انسانى

يذبل كما تذبل الازهار ويذوى كما يذوى الغصن الاخضر حتى

يسرى التيبس فى أجزائه ويتحول الى هشيم تذروه الرياح ، كما

تحولت حياتنا كلها الى هشيم تعصف بها الرياح الى هاوية مُظلمة

رأيت هؤلاء الشباب يسيرون على الارض وهم يحملون بين جنوبهم

الموت ، ثم رأيت من حمله الموت الى القبر ، ورأيت اخرين قد التحقوا

بأصحاب المعاشات مع انهم ما جاوزا العقد العشرينى إلا بقليل

ورأيت غير هؤلاء وهؤلاء يموتون بكل بساطة كأنهم من هوان الخطب

ما وجدوا

…………….

إن مصر تسير الى مستقبل مُظلم ، وليس ثمة ضوء فى النهاية النفق

لنأمل فيه ، ليس بسبب المرض فقط بل بسبب أمراض أخرى منها

الحسى الذى يفتك بالجسد ومنها المعنوى الذى يفتك بالروح فيحيلها

الى ارض خراب جدباء بائرة ، لكن لنظل فى الملموس حتى لايتهمنا

احد بالسودوية والتشائم ، إن خمسة وعشرون بالمائة من سكان مصر

يعانون من ضغط الدم ، وأكثر من مائة الف يعانون من السرطان

بينما يعيش ثمانية واربعين مليون مصرى تحت خط الفقر ، وتحتل مصر

المرتبة الاولى فى عدد وفيات الاطفال ، وتنتشر قضايا الفساد

بمعدل خطير ، وكان من أخرها قضية الفساد الكبير للعلاج على نفقة

الدولة ، والتى ثبت فيها أن علية القوم والسادة ورجال الحكومة والحزب

قد استولوا على ملايين من اموال الغلابة ، الذين يموتون دون أن يجدو

من يمد لهم يد العون ، وقد رأيت منذ سنوات قليلة احد هؤلاء الغلابة

يموت امام عينى وكانت نجاته متوقفة على عملية جراحية مُكلفة

وفى أثناء زيارتى الاخيرة للرجل طلب منا إخراجه امام البيت وكان

يسكن فى منطقة ريفية أسبغت عليها الطبيعة جمالها ، فأخرجناه

وجال الرجل بعينيه فى مناظر الطبيعة حيث النخيل الباسق واشجار

التوت التى ملئت البساط الاخضر ، وحرك الرجل رأسه فى أسى بالغ

وقال : الدنيا حلوه …..ولكن تحت الارض ..يقصد القبر.. لا يوجد

إلا التراب والظلام . وشعرت أن الرجل يتكلم بيقين الفانى الذى يشعر

ان ساعاته معدودة ..وشعرت بمدى حسرته وألمه ، على حياة تنتهى فى

الاربعين وعلى بنات سيتركهم لغيب مجهول وهو الذى كان يكفيهم

العوز والحاجة .. ولكنه الان يموت لانه فقير ، يموت لانه معدم ، يموت

لأنه لاشئ .

يموت وهناك من رجال مصر الكبار من ينفق ألاف الدولارات على

العاهرات ، وهناك من يغير واجهة قصره بألاف الجنيهات لانها

لاتناسب الذوق الجمالى لسيدة القصر ، وهناك من يطأ بأقدامه على

على ثمن حياة هذا الرجل ،

…………………………….

لقد رأينا فى أم الدنيا من ينتحر بأسرته هربا من الفقر ، ورأينا من

يقتل نفسه لانه لايجد عملا ، ورأينا الذل يكسو وجوه المصريين

وهم يبحثون عن لقمة العيش خارج مصر وداخلها

رأينا المصرى فى بلده يفقد الكرامة والرجوله من أجل الفُتات الذى

يقتات منه هو وأولاده ، رأينا المصرى يبتسم فى بلاهة للموظف الذى

ينظر له باحتقار كأنه من دود الارض ، ويعامله معاملة الكلاب ، رأينا

الفتاة أو المرأة تمارس نوعا من دعارة الموقف ، حيث تضطر للإبتسام

فى وجه الموظف أو رب العمل، إنها ليست ابتسامة السلوك المُهذب

ولكنها ابتسامة من يتاجر بالابتسامة أو بالنظرة ،أو برقة الكلام و

بميوعة القول والحركة

إنه عصر العبيد والنخاسة عصر الفقر الذى هو قرين الكفر ، عصر

أم الدنيا فى البؤس وفى الشقاء وفى الجهل وفى الفساد، هذه هى مصر يا ساده

أعظم خرائب الارض ، وانقلب الانسان المصرى الى كائن فاقد القيمة ، كائن

سلبى لا إرادة له ، مُستعد دائما أن يطأطى الرأس لكى تشبع البطن ، لقد آمن

المصرى أنه ضعيف وأن جلاده قوى ، واتخذ من هذا الايمان الزائف تكاة لتخاذله

عن حقه وفقد إرادة التغيير لأنه ظن أن موقفه لا قيمة له ، ولهذا قرر ان يعيش أعمى

حتى لوكان يمتلك العينين ، وأصم وإن كان يمتلك الأذنين وابكم وإن حوى رأسه

لسانا وشفتين ، إن هناك مجموعة من العوامل هى التى أوصلت الانسان المصرى

ألى هذا الحال لكننى لا أحب أن أسرد العلل المادية الظاهرة مثل الاستبداد السياسى

والجهل والفقر الخ.. لأن السؤال سيعيد نفسه مع هذه الاشياء وسيُقال وما السبب

فيها ، فهذه الاشياء مع أنها اسباب إلا انها ايضا نتائج لغيرها ..لكننى أعتقد أن

السبب هو غياب القيم السامية التى يجب أن تكون دستور الحياة ،

قيمة العدالة الاجتماعية ، قيمة الحرية ، قيمة المساواة ، قيمة التعاطف والرحمة ،

قيمة الايمان

فى صورته الصحيحة ومنها تنبع كل القيم الانسانية ، لقد تم تحطيم كل هذه القيم

تحت مطارق التعليم الفاسد والاعلام الكذاب المهترئ ، والفقر ، والاستبداد السياسى

……………

يا اخوتى نحن فى حاجة الى تحالف ضخم ينصر هذه القيم ، نحن فى حاجة

الى تعلمها وتعليمها ، نحن فى حاجة الى غضب مقدس يقف فى وجه الضياع

والاستبداد ، نحن فى حاجة لنكون وإلا لن نكون أبدا

فهل يسمعنى أحد

Admin عدد المساهمات : 189 تاريخ التسجيل : 16/07/2010

يعني احنا محتاجين ثورة في الاخر
ماهو مافيش حل تاني
ولكن قبلها نحتاج الى اشداء عقل وفكر لتنظيمها حتى لا تصبح خراب اكثر من ذلك
فأين هم
وكيف البحث والوصول اليهم
فلنفكر

Admin عدد المساهمات : 189 تاريخ التسجيل : 16/07/2010

فكـــــــــــــــــــــــــــروا معنـــــا

فالثــــورات بداخلنـــــا جميـــــعا

كيف نخرجها وبأي صورة واســــــــــــــــلوب