تناقض النفس

هناك بعض التناقض في حياة الانسان دائما تحصل معه بدوافع نفسـيّة ما بين النفس وما بين الدين

او ما بينه وبين خالقه.. خاصة نحن المسلمين عندما تصددم بنا وبمعتقداتنا تلك الدوافع والتي تتلخص

بهوا النفس التي تلح على هذا الانسان الذي هو بطبعه يعشق التجربة والتذوق فيما يرى ويسمع

من إيقاعات وصور يراها على مر الساعات في هذا الزمن الذي كثرة فيه الخيارات الانسانية

بفعل التطورات المختلفة والتي هي ليست من صنعه أو من معتقادته التي آمن بها وتربى عليها

المسلم وانما فرضة عليه وترك له الخيار في ذلك وعندها بدء الصراع النفسي مع الروح

عند المسلم في الرفض او في المحاولة وإذا غلبت الروح النفس ومنعتها من التذوق

المفروض والمغاير لطبيعة معتقده سيشعر الانسان المسلم عندها بالغربة العميقة في النفس

وهذا واضح في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام " أتى الاسلام غريباً وسيمضي

غريباً وطوبى للغرباء " واذا غلبت النفس الروح سيتذوق ما يشاء وسيعيش التجربة

وستمر الايام والليالي عليه في مراقبة نفسه وزتزيد الصراعات بين النفس والروح

حدّ كره النفس وليس الروح لماذا ؟ لأن طبيعة النفس تتغير حسب المعطيات الحياتية

وأما الروح لا تتغير ولا تتبدل فهي دائماً نقية طاهرة لأنها من روح الله عز وجل

وإلا ما كان هناك صراع ما بين الخير والشر .



في نهاية الصراع تخسر النفس وتكسب الروح وهنا تبقى المشكلة في العقل الانساني

المطلق في الفكر والقاضي في الأمر اذا حكم بحكمه وانصف الروح ولم ترضى النفس

دخل عندها الانسان المسلم في سرداب الظلم الروحي وتكونت لديه بظغط من النفس

نوع من الاكتئاب والانطواء الذاتي وتزعزت الثقة بداخله وأصبح لا يرى منه إلا

أنفعالات غير مرئية الاسباب لغيره لينفضوا من حوله وتذهب به لحد الوحدة ألاشعورية

في الحياة.



العقل هنا يثبت دائماً لهذا الانسان ان النفس ليس لها طريق إلا الغواية وهو مقتنع بذالك

ولكن في بعض الاحيان تأخذه العزة بالأثم مع الروح ويستمر في هلاك نفسه من لاشئ



وفي المقابل اذا رضيت النفس من العقل بالحكم بأنتصار الروح والتجأت إليها في الفطرة

سوف تحيل حياة هذا المسلم صاحب الاعتقاد الالهي الى النور والشفافية في الافق البعيد

وسيسهل عليه الاختيار في كيفية نمط الحياة وسيكتشف نفسه أين تقف به وإلى اين تذهب

هذا بحد ذاته سيولد في نفسه شئ جديد يؤلف به بين العقل والنفس والروح والقلب واذا أئتلفه هؤلاء

في جسد انسان كانت له الحياة كلها بين يديه يختار منها ما يصيب المنطق وما يقربه للشرع

وبذالك يرى حياته ونفسه جميلة مؤنسة هادئة تستمد طيبتها من طيبات روح الله خالقها.



وما أجمل اللجؤ الى الله.



محمد خالد العجيل

أخى محمد

عرفت الآن ماسر غيابك عن المدونة
وهو تفرغك للتواجد هنا
موضوعاتك جميلة كما عودتنا
جميل ان نحاسب انفسنا من وقت لآخر
جميل ان نتحدث معها ونروضها كى نعينها على طاعة الله
سلمت يمينك