زهرات ناعمة

[size=24]زهرات ناعمة

ما هذه الالوان التي نراها في نور الازهار كل صباح , وتنوع الالوان فيها هو السّر في
جمال تلك الزهرات الناعمة , حورُ اعتلت الصبا يمرحون بنشاط الشباب , ويتهادون بنشوة الدلال والإعجاب يختلسون النظرات , يتمنون الرضا وحلو اللقاء , محفوفين بورق الازهار مستضيئين بأزهى الانوار , وهم في لباسهم كأقمار وفي خفتـّهم كالمح الابصار , يضحكون ويلعبون بين أنغام حفيف ورق الوروود , تراهم كسرب الظباء هذه مائلة وهذه هادئه , الى ان يتمشى النوم في الجفون فتذبل العيون , فينصرفون الى النوم ويحلمون بلذيذ الاحلام , بعد ان يتعاهدوا الصباح على اللقاء.

ما مقدار النعم التي سخرها الله لنا بوجودهم في حياتنا , كتابي مع القلم يسطر ما يمليه الجنان على محاسن تلك النعم , آه ما أطيب هذه النعم التي تملي القلب رقة وحيوية وتطوف على النفوس الزاكية وتدنوا من القلوب الصافية وتبدل الاحزان أفراح وتهدي الجمال الى الارواح .

كريمات العيون البريئة الزهرات المتفتحة جديدا الفراشات الصغيرات الجميلات بحسنهن .
فيالهم من اجنحة للرحمة ونوراً للأصباح بنورهم أنارت بهم دوراً جعلت منهم حرائر عليهم الصبا اثواب روضات ناضرات وبدت عليهم لمحات الحياء اضيف أليه ربيع الادب فأصبحن مثل نظم الحلى وأبدى على الخدود وروود كأنه في خدوديهن دماً فصار فيهن شكل الربيع متمماً.

حتى جاء حصاد الربيع بيده قيد ما غلا ثمنه و اسفره عن بهجة بهذا الروض وابتسم عاينه بطرفه فانثنى عشقاً له حتى بكت من حوله أجفان المطر ولبست زيّ عروس مطرزاً بأجمل درر
تفتن به الباب البشر جواهر ولو قد طال فينا بقائها يكفي أني رأيت فيها بعد ذلك من أنا.

[size]محمد خالد العجيل