شهيد الحق ..اسامة بن لادن

آن لهذه
الروح أن تهدأ وأن تستقر ، بعد أن سعت سعيها وهالها


أن تسقط
وأن تضل ، مات أسامة كحقيقة رافعة الجبين ، وماله


لايموت وهو
بشر ، والبشر جميعهم من ماء وطين


وقد عاش
حياته يوم عاش تجسيدا لمعنى لا نزال نطلبه ونقلب


عليه بطون
الكتب وأسفار التاريخ ، فنأخذ منه بعد الكد والجهد


والتعب لفظ
من هنا ولفظ من هناك ، أما هو فتمثل فيه بشرا


سويا ذلك
أسامة بن لادن قول الحق الذى فيه يمترون


..............


قد كان له
من ثروة أبيه ما يخلد به للراحة والدعة واللذة وهى


آلهة من
شنئوه ، ومعابد من قتلوه ، ودين من خذلوه ، ولكنه كان


مثالا فريدا وقف دليلا على قمائة عصرمن العجز ،
.....


فليس خيط
من دماء ذاك الذى انساب منه ، ولكنه نهر للحرية


المقموعة
المقهورة فى ارض الخوف ، نهر من الحرية تبحر


فيه أشرعة
عصية على الفهم ، وإن حاولنا الفهم ،


من أى رحم
خرج هذا الرجل والدنيا كلها لم تسعه ، لأنها


لا تطيق أن
ترى مثالا وحيدا للحرية الشاردة خارج السياقا ت


الهزيلة


ولا تزال
الليالى تهبط على فاجعة ، ومأساة هذه
الأمة اكبر


من
الكلام فكيف تسعه دنيا يسيطر عليها الطغاة ويمرغونها


فى الوحل ،
وكان لابد أن يصطدم بمن انهكونا موتا وذلا



وتشريدا ،
وفضاء الحكومات العربية سخرية مريرة ، وغبار


الأكاذيب
فى حناجر كل مسؤلينا ، ثم تكشفت الفضيحة فكل


الحكومات
فرس وروم .


.........


مات أسامة
وكان لابد أن يموت ، فليس ثمة مجال فى الحياة


للنقيضين
فكل منهما رد للأخر وإعتراض عليه ، فكان أسامة


تمثيل
للإنسان يوم خلقهالله فطرة نقية وطبيعة بيضاء ، وألارض


دونه تموج
بما وعد أبليس منذ دهر سحيق ،


مات ابو
عبد الله وكان لابد أن يموت لأنه حقيقة واحدة من


الإنسانية
وغيره كذب وتزييف عليها ، ولكن هذه الدنيا


بضعفها
وبؤسها وذلها ستذكرك ذات يوم ، فقد كنت لها


لا عليها


.............


وكانت
الدنيا نقيضين لا ثالث لهما اسامة بن لادن وامريكا


وكان المسخ
يصيح بما لديه من قوة الحديد والنار ، إما


معنا أو
علينا ، وتوارى كثيرون فى هذا اليوم عجزا وهوانا


وركع أخرون
لأنهم لم يطيقوا أن يكونوا شيئا مذكورا


وبلا قوة
أو عتاد أو عون من هذه الأرض إلا أمانى الضعفاء


والمقهورين
إختار الرجل معركة مفروضة عليه منذ قرون


وكان
مستحيل أن يخوضها ولكن هذا لم يستحيل


من أجل
الحق والعدل والإيمان نموت على هذه الأرض


إذا كان
لابد أن نموت ، وأمانى الإنسان فى مواجهة القهر والغلبة


واللحم
والدم فى مواجهة النار والصدق فى زمن من الأباطيل


وليس ثمة
خيار سوى الموت يا أبا عبد الله


............


كان زماننا
محتاج لرجل تأويه الكهوف لأن هذه المدنية
لاتطاق


وتكنه
الجبال ، لأن واشنطن ليس فيها إلا هيرودس وهيروديا


وعاصمة
الدعارة لن ترضى سوى برأس يوحنا من أجل رقصة


فاجرة ،


تباركت
ربنا وتعاليت فكم من حكمة لك مخبوءة طى الكتمان فإ ذ


حان أجلها
عبقت بشذى الزهور فى تمام الوقت ، وما كان أسامة


إلا زهرة
تعبق ويفوح شذاها فى خريف من الذل


وهو نخلة
سحوق لا تنالها الأقزام ، فكان فى حياته
محنة للأقزام


وبعض
الرجال فضيحة للبعض ، فلا عجب أن يكرهه فقهاء السلاطين


ولصوص الموائد
من رجال الحكومات لأنه الشاهد الوحيد على ذلهم


وعجزهم ،
وهو الحقيقة الصادمة للمنبطحين حول كل العروش


ولله وحده
يركع ويسجد وهم يركعون لكل شئ ، ولكل شئ يسجدون


.........


ثم صار
موتك محنة لهم وهاهى الحياة تسير بهم الى
حفرة ، لينساهم


كل شئ فى
الوجود ، ثم يرونك نجما ساطعا ، تهتدى بك الاجيال وهم يموتون


فى لعنة من
الله ولعنة من الناس ، فتذهب نفسهم حسرات ذلك بأنهم قو


لايعلمون ،



فليطوى
البحر جثتك ، وهذا من حكمة الله ، فقد فعلوا هذا تمثيلا وتنكيلا


ولكن حكمة
الله أن لايحويك قبر أو يطويك ثرى ، لتشهد لك عند ربك امواج


المحيط كما شهد لك البر بما فيه ، فكم من سجدة لك فى
جوف الليل


باكية عليك
وكم من دمعة لله شاهدة لك ، وآن للبحر بما فيه من سر دفين


أن يضم
رفات شهيد


وأى شهيد


...................


تنويه قد
نختلف مع مسلك الشهيد أسامة


لكننى أكبر
جهاده فى سبيل الحق رغم الاختلاف

انور الزعيرى