مبارك و الرهان على الخيول الخاسرة

محمد الشنتيرى احداث مصر
مبارك و الرهان على الخيول الخاسرة
عندما نتأمل منظومة الحكم فى عهد مبارك سنجدها ترتكز على تأمين النظام السياسى ممثلاً فى شخصه من خلال تفادى نقاط الخلاف وتضارب المصالح لكل من امريكا واسرائيل . فهو يؤمن أن ما تريده أمريا فى أى نظام عالمى ستصل اليه بأى طريقة كانت . تجلى رأيه عندما قال قبل غزو القوات الامريكية للعراق أن ما تريده امريكا ستفعله سواء كان ذلك بمجلس الأمن أو غيره . كما كان يدرك أن أمريكا هى التى قامت بقتل مناوئيها من عدد من دول امريكا اللاتينية . لذا كان يرى أن الأمن والأمان فى رضء واسترضاء والخنوع والخضوع لكل من امريكا وابنتها الصغرى المدللة اسرائيل . وفى الداخل كان رهانه على وزارة الداخلية وجهاز الشرطة المدعوم بجهاز أمن الدوله ذلك الجهاز المرعب الذى منحه الضوء ليفعل مايريد فى ظل قانون طوارئ لا مبرر لوجوده سوى خدمة بقاءه فى الحكم اطول فترة ممكنة . كما عمل على تزويد الجيش بالمنظومة الدفاعية الكفيلة بصد أى مظاهرات أو انقلاب من قريب او غريب . كما قام بتأمين نفسه بشكل مبالغ فيه عندما أحاط شخصه و أسرته بفئة من المنتفعين من ذوى الاطماع الدائمة فى مقدرات الوطن وبالتالى كان من مصلحتهم بقاء مبارك فى الحكم اطول فترة ممكنة . وربما كان لهم الفضل فى غرس فكرة فى دماغ مبارك من ان الشعب المصرى ليمكن ان يفعل شيئا فأمريكا فى مصلحتها وجود شخص كمبارك فى الحكم وكذلك اسرائيل و البطانة النفعية التى تنام حاليا فى احضان عنابر ليمان طره . الشىء الذى لم يراهن عليه مبارك هو “الشعب” . فأمريكا لن تحمى اى حاكم من شعبه . والمثال على ذلك نجده فى نموذج عبدالناصر الذى راهن على شعبه وعلى السوفييت . فخزله السوفييت بينما ناصره الشعب ووقف الى جانبه بالرغم من تجاوزاته و خسارته فى حرب يونيو حزيران 67 . وربما مبارك لم يدرس التاريخ جيدا . لقد تذكرت مقولة قرأتها للكاتب أنيس منصور يقول فيها : تقابلت فى أسوان مع شاه إيران عقب قيام الثورة الإيرانية وقيام امريكا بمنعه من اللجوء اليها وقد كان من قبل الحليف الكبير لها وقال لى : أقول لك عصارة تجربتى السياسية ثق فى الشيطان ولا تثق فى أمريكا الله يعلم كم قدمت لهم هؤلاء من خدمات وهاهم يتخلون عنى فلا تثق فى امريكا أبدا” ….. أنهى حديثى و أقول هل نفعت أمريكا مبارك الذى كان عليه أن يراهن على شعبه قبل كل شىء . فمن يراهن على ابناء وطنه فلايمكن ان يخسر . فهل ستعى القيادات القادمة هذا الدرس . الله اعلم
المصدر http://events.masreat.com/%d8%a7%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d9%85%d8%b5%d8%b1/2180/