أخواتي وبناتي المدونات

بناتي وأخواتي المدونات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صراحة تحرجت كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع

ولكني تذكرت قول الله عز وجل :"المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"

ثم حدثتني نفسي ربما تغضب البعض أو يسخط عليك بعض من لا تحب إغضابهم منك

ولكني تذكرت قول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) :"من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس)
فقررت الكتابة تحركني عاطفتي نحو أخواتي وبناتي المدونات

فإنني بالفعل أشعر نحوهن بنفس العاطفة التي أشعر بها نحو ابنتيَّ هبة الله أشرف "وقد سارت مدوِنة" وسلمى أشرف

وكذلك نحو شقيقاتي أشجان وإيمان وهويدا.

وبدافع هذه العاطفة وإشفاقا عليكن أذكركن بناتي وأخواتي العزيزات بقول الله تعالى :"وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إلى قوله: وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ [النور:30].
واسألن عزيزاتي من أردتن من العلماء المعاصرين الميسرين وحتى المعروفين بالترخص عن حكم كشف المرأة لشعرها وذراعيها وأنا واثق بحكم دراستي وقراءتي أن الجميع لن يبح ذلك لأن الله عز وجل وهو الرؤف الرحيم العليم بعباده وما يصلحهم وما يصلح لهن قد فرض على المرآة ستر وجهها وذراعيها عن الرجال غير المحارم لها، واجمع علماء الأمة سلفا وخلفا على ذلك مع اختلافهم بالنسبة للوجه والكفين وقد أباح جمهور العلماء للمرأة كشفها إن أرادت.

فحديث القرآن في سياق آيات الحجاب عن غض البصر وحفظ الفرج يشير إلى أمر يتعلق بغريزة فطرية لدى الإنسان لا بد من الانتباه إلى ضبطها ومراعاتها وهذه مسئولية مشتركة بين الذكر والأنثى؛ لذلك خُص كل منهم بخطاب يؤكد هذا الواجب الأخلاقي، وازداد التكليف المتعلق بالمرأة بضبط خاص وهو كونها تتميز عن الرجل بجمالية في الخلق، فالحجاب من خلال هذا السياق لا ينفصل عن العفة والانضباط الأخلاقي الذي أمر الرجل والمرأة بمراعاته والاهتمام به.
و مما يؤكد أن تشريع الحجاب يرتبط بالعفة الأخلاقية بشكل مباشر ما ورد في سياقات الآيات حول ما يُخفى من الزينة وما يظهر منها، ومن تظهر له كامل الزينة أو بعضها، وما ورد في الآيات الموالية لتلك الآيات من الحديث عن آداب الاستئذان والعلاقات الأسرية، وتخفيف التكليف فيما يتعلق بالنساء المسنات، أو فيما يخص غير الطبيعي من الرجال، والنهي عن تعمد الحركات اللافتة للنظر، والنهي عن التبرج أمام الرجال غير محارم المرأة وتعمد إظهار الزينة غير الطبيعية واللافتة للنظر.

لقد ضبط القرآن آلية إخفاء الزينة غير الظاهرة بالخمار والجلباب، بحيث يبقى الحد الذي تعرف به المرأة وتتميز عن غيرها وتعرف هويتها، والجلباب والخمار من خلال استعمالاتهما اللغوية والتاريخية يشيران إلى الستر الشامل، وخص القرآن بالستر الجيب -وهو فتحة الثوب عند النحر- واستثني من الستر ما ظهر من الزينة، ولم يعرِّف القرآن ما ظهر منها، فالتعبير القرآني يشير إلى حجاب طبيعي غير متكلف يستر الرأس والبدن من خلال دلالة الخمار والجلباب، ويسمح بظهور الوجه واليدين وزينتهما الطبيعية وما تحتاجه المرأة في أدائها لأعمالها اليومية.

إن الآيات كما اتضح لنا تشير إلى العفة الأخلاقية كمقصد أساسي لتشريع الحجاب، وهذه العفة لا تتأسس على طهارة القلب فقط إنما تنضبط باللباس أيضا الذي يحول دون التمادي والتساهل والشطط في ضوابط العلاقات بين الجنسين، فاللباس بمثابة عنوان ورقيب أخلاقي لهذه العلاقة

إن دلالات النصوص تعزل الحجاب عن أن يكون علامة تمييزية دينية أو غيرها، فهو تشريع يساعد في ضبط الأخلاق في المجتمع، وإن كان يميز المرأة المسلمة عن غيرها فهو تمييز تبعي وليس قصدياً .
وما دام الأمر كذلك فإني أدعو جميع أخوتي وبناتي المدونات في مكتوب وغيرها باغتنام قرب شهر رمضان الكريم بالتقرب إلى الله عز وجل بفريضة الحجاب وقد قال في الحديث القدسي :"وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضه عليه"
وحتى يأذن الله عز وجل بذلك فإنني أرجوكن بعدم نشر صور لكن يظهر فيها جزء من الشعر أو غيره مما حرم الله كشفه للعامة
وتذكرن قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : " كل أمتي معافى إلا المجاهرون" الذين يجاهرون بالمعصية ولا يستترون بستر الله عز وجل.