عيسى بن محمود
عدد المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 28/07/2010 العمر : 56
| موضوع: أكتوبر 1988 ماذا جنينا؟ الأربعاء نوفمبر 03, 2010 1:26 am | |
| المتصفح السريع لكرونولوجيا الأحداث قبل و أثناء و بعد الخامس أكتوبر. يجد الحدث نتيجة حتمية لغضب جماهيري بدأ تمخضه منذ تدني أسعار المحروقات. و تذمر الطبقة العمالية التي تعد محور النظام الاشتراكي من الفســـــــاد الذي مس جل القطاعات، و التسيير الريعي للملك العام، فزاد الغليان في الأحياء الشعبية من طرف جيل شاب استـــــــــيقظ من وهم أن الجزائر أكبر دولة في إفريقيا و العالم العربي. و وجدت التيارات السياسية الضمنية حينها الوقت مواتيا لتبدأ خطواتها المحتشمة بدءا بانطلاق الإسلامــيين من مسجد السنة و نداء التعقل من الشيوخ: احمد سحنون، محفوظ نحناح ثم عباسي مدني و توجههم نحو رئاسة الجمهورية، ثم دعوة التيار اليساري ممثلا في المدافعين عن حقوق الإنسان إلى إطلاق سراح الموقوفين، و إعلان رئيس الجمــهورية عن الإصلاحات بما فيها السياسية لتليها تنحية شريف مساعدية عن قيادة الحزب، و إقرار الدستور الذي فتح التعــــــــددية السياسية. فهل كانت الأحداث مخططا لها مسبقا أم انتفاضة أم عصيانا مدنيا؟ أم ماذا؟ ثم هل وصلت أهمية الحدث لأن يؤرخ به؟ كنت قد وجهت أسئلة مباشرة لمتمدرسي الجامعة الجزائرية حاليا: أي بعد 22 سنة عن الخامس أكتوبر 1988 فكانت إجابة الأغلبية أنها أحداث فوضى و البقية لا يعلمون، و استدراكا للتساؤلات أجد أن التيارات السياسية حاولت تبني مطـــــــالب جماهيرية و لم تك هي من خطط، و لا الزعم الأخر بوجود أيادي خارجية. و لكن الشباب الجزائري الذي كان قد تجـــــاوز بتطلعاته حاضره الآسن كان المخطط العفوي الوحيد للأحداث، دون أن يحسن جني نتائجها بعد أن صودر صوته مـــــــــن طرف السياسيين، و هو ما يكون قد واظبت عليه السلطة حينها فراحت باحتشام أيضا تقبل بوجود جمعيات ذات طابع سياسي و لم تسمها أحزابا، و لا تزال تتهم لحد الآن بمحاولة الوصول إلى السلطة و كأني بها قد قدمت ملف سجل تجاري و لم تقـــدم ملف تأسيس حزب سياسي. و بنظرة المواطن العادي الذي عايش المساحات الكبرى و طوابير سوق الفلاح مثلما عايش فترة التربص إن هو ارتـــــــأى تقديم ملف انخراطه في الحزب الواحد، قبل أن ينال رتبة مناضل، ويقبع مرغما أمام نفس الفلم أو الشريط يشاركه فيه كل الشعب الجزائري، فإن 05 أكتوبر88 يعد منعرجا سياسيا اقتصاديا و إجتماعيا هاما في تاريخ الجزائر . لكن الذي صنع هذا الأكتوبر ليس اليوم بأحسن حالا من أي مواطن عربي أخر فلقد ألف مصادرة فرحته. بل لعل السنوات العجاف التي تلت أكتوبر قد أتت على الأخضر و اليابس أوصلته لحد تمني عودة الحزب الواحد و الفلم الواحد و ســــــــوق الفلاح الواحد على أن ينعم ببعض لقمة العيش في أمن, ,"فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف " بقي أن نشير إلى أن الأدب و الإبداع عموما يمكنه التعايش مع قهر الحريات الفردية و الجماعية باعتماده الرمزية في التعبير حيث سادت العديد من الأغاني السياسية مثلا، و هو ما يعطي تلك الأعمال إسقاطات متعددة قد تتجاوز القصد الذي رسمه المؤلف في حين أنها تكون أكثر جرأة في كنف الحريات لكنها أكثر سطحية و أقل عمقا و بدلالات مباشرة.
| |
|